في كتاب "اكتشاف الطفل" اتكلمت دكتورة مونتسوري عن تنمية حواس الطفل من الولادة و حتى سن الست سنوات و وضحت ان حواس الطفل مهارة لو لم تنمى في السن الصغير بيكون في بعد كدة مشاكل في التعلم و في الخبرات اللي بيكتسبها الطفل من حوله.
“Strong stimuli does not as a matter of fact, sharpen but rather dull the senses, which as a consequence need more stronger stimuli”.
The Discovery of the Child, Maria Montessori
دكتورة مونتسوري أدت مثال على ده في الطباخ اللي بيمشي ورا وصفة معينة بالحرف و لكنه ميقدرش يقوم بوصفة لوحده من اختراعه. ده على عكس الطباخ الماهر اللي قدر يدرب حواسه على تذوق النكهات و شمها و معرفة النكهات اللي تتوافق مع بعضها من اللي تتناقد. و لذلك هنلاقي ان منهج دكتورة مونتسوري خصصت فيه جزء كامل لتنمية المهارات الحسية عند الطفل.
كان من اهم أسس الجزء ده ان الطفل ينمي و يدرب كل حاسة لوحدها، يعني حاسة السمع ليها أدوات لوحدها بتختلف عن حاسة التذوق او اللمس و هكذا.
طيب ده علاقته ايه بعنوان المقال؟ العلاقة ببساطة اننا كتير بنقدم لأطفالنا ألعاب شديدة الاستثارة لكل حواسهم في وقت واحد و احنا فاكرين اننا بنمي ذكائه.
يعني مثلا لعبة زي الصورة اللي في أعلى المقال اللي المفروض منها ان الطفل بيتمرن على تمييز الاشكال و لكن نفس اللعبة مليانة ألوان و أصوات بتشتت انتباه الطفل.
غير ان المحفزات كل ما بتعلى في بيئة الطفل بتعود حواسه على انها متستجيبش غير للمحفزات العالية. مع الوقت الطفل متعجبهوش حاجات بسيطة زي الاستمتاع بالطبيعة او قرأة كتاب او حتى ابتكار أشياء بنفسه. و ده بردو نفس تأثير التليفزيون و الكرتون المليئ بآلوان و أصوات و محفزات عالية في السن الصغير.
و ده نفسه اللي اثبتته كتير من الدراسات الحديثة ان اللعب الكتيرة و المليانة بالألوان و الأصوات بتقلل قدرة الطفل على التركيز و الابداع و بتؤدي لتششت الانتباه (و ده اللي كتير من الأمهات بيشتكوا منه بعد كدة ان ابني مش بيركز). ده غير انها بتقلل القدرة التعبيرية عند الطفل و بتأثر سلبيا على المهارات الحركية الدقيقة و التوافق البصري و العضلي و قدرة الطفل على حل المشاكل. و كل ده مع الوقت مش بس بيأثر على مهارات الطفل لكن كمان بيأثر على مهاراته النفسية و العقلية و الاجتماعية.
طيب ازاي نختار ألعاب لأطفالنا؟
١) نقلل عدد اللعب اللي عند الطفل لأن كل ما قلت عدد اللعب كل ما حاول الطفل انه يبتكر طرق متنوعة باللعب بيها. في دراسات دعت لحد منع اللعب التجارية من اصله عند الأطفال.
٢) نسأل نفسنا هل الطفل فعلا محتاج اللعبة دي؟ هل هتنمي عنده مهارة معينة؟
٣) نختار لعب ميكونش فيها محفزات عالية يعني لو الغرض منها تمييز الاشكال تكون اشكال كلها لون واحد و لو الغرض منها تمييز الاطوال او العمق يكونوا بردوا كلهم لون واحد و شكل واحد و الاختلاف فقط في الأطوال.
٤) نحط قدام الطفل مواد جديدة غير اللعب و نسيبه يبتكر بيها يعني مثلا رول ورق مناديل فاضية و علب كرتون و ورق ابيض و ألوان و صمغ و خرز. كلها مواد غير مكلفة و بتخلي الطفل يبدع و تعلي قدرته على حل المشاكل.
٥) نخلي بيِئة الطفل مليانة بالكتب من حواليه حتى لو مش بيقرا مع الوقت عينه هتتعود على وجودها و يتكون عنده فضول للقراية.
٦) نعلم الطفل مهارات منتجة (من غير التمييز في كونه ولد او بنت) زي مثلا الكروشيه و الخياطة بالأيد (و اه طفل عمره اربع و خمس سنين ممكن يتعلم الخياطة بسهولة في السن ده) و النجارة الخفيفة و المشاركة في المطبخ و مهارات الحياة العملية زي الكنس و المسح و الغسيل. كل دي مهارات هتشغل و قته و تخليه منتج و تحسسه بقيمته في البيئة اللي بيعيش فيها و بتنمي الثقة في نفسه.
٧) التركيز على تنيمة المهارات الحركية و العضلات الكبيرة و الدقيقة في الجسم. زي مثلا الرياضة و الجري و السباحة و اللعب بالكرة و فك و ربط المسامير و الأقفال و فك و ربط الألكترونيات الصغيرة.
٨) الرجوع للطبيعة من خلال زراعة النبتات و الحبوب و اللعب في الرمل و اللعب بالماء و جمع الحصى و تلوينه.
خلاصة المقال: وفروا فلوسكم و استخدموا المتوافر في البيئة لأطفال أذكى و أمهر.
التالي بعض الألعاب المفيدة للاأطفال