جزء كبير من نظام المونتسوري يتركز على تعليم الطفل كيفية الاهتمام بنفسه حتى ينمي لدى الطفل الاحساس بالمسئولية و يجعله يشعر انه مثله مثل بقية افراد العائلة له دور و مهام و واجبات و ليس مجرد دمية يحملها الكبار من مكان لآخر. و اعتقد ان هذا الاسلوب في تربية الاطفال هو من اكثر الاشياء التي اثارت اهتمامي بنظام المونتسوري فانا بطبعي احب الروتين و النظام و مقتنعة تماما بآن الطفل الذي يشعر بانه عليه واجبات و مسئوليات من الصغر يصبح عضوا منتجا و مسئولا في المجتمع. غير ان اعطاء الطفل الحرية في بعض امور حياته بما لا يضر به يقلل كثيرا من حالات الاصطدام بينه و بين ابويه نتيجة رغبته في تقليدهم و في استكشاف الحياة من حوله. الطفل منذ نعومة اظافره يهوى تقليد الكبار و احيانا كثيرة ما يعرضه ذلك للوقوع في مخاطر لا حصر لها. فهذه طفلة تجرح اصبعها الصغير محاولة استخدام السكين مثل امها في المطبخ و هذا طفل يكسر طبقا محاولا المساعدة في اعداد السفرة...الخ. هذه الآمثلة لا تعني ابدا ان الطفل عاجز او لا يستطيع بالقيام بكثير من المهام التي نقوم نحن الكبار بها بشكل يومي و لكن السر هنا هو اعطائهم التعليمات المناسبة و الثقة اللازمة للقيام بهذه المهام بآقل خسائر ممكنة. نعم ستكون هناك بعض الخسائر و بعض الفوضى من وقت لآخر و لكن دورنا نحن الاباء و الامهات استيعاب ذلك و غض النظر عن بعض هذه الاخطاء حتى لا يفقد الطفل الثقة في نفسه و يكف عن المحاولة
من اهم الجوانب او الانشطة التي يركز عليها منهج المونتسوري هي انشطة الحياة اليومية التي يستطيع الطفل من خلالها الاعتناء بنفسه فيما يخص النظافة الشخصية، تحضير وجبات طعام سهلة، المساعدة في اعمال البيت البسيطة، نظافة المكان بعد استعماله، تنظيم آلعابه... الخ. و لآن نظام المونتسوري يرفض التعليم المنهجي كدراسة الحروف و الارقام و غيرها عن طريق الحفظ و التسميع فآنشطة الحياة اليومية تعتبر من اول و اهم الدروس المناسبة للاطفال ابتداء من عمر السنتين او اصغر بقليل. تابعوني و ساحاول عرض مجموعة من الانشطة التي اقوم بها مع بناتي في شكل دروس يومية او اسبوعية تستطيعين انت ايضا القيام بها مع اطفالك في البيت
الدرس الاول الذي بدآته مع بناتي منذ اسابيغ قليلة و لازلنا نتمرن عليه هو النظافة الشخصية اليومية ضمن روتين القيان من النوم في الصباح او قبل الذهاب للنوم ليلا. و للآمانة احيانا كثيرة نظرا لضيق الوقت لا نستطيع القيان بهذا الروتين التفصيل كل ليلة و لكننا نحاول قدر المستطاع. السر في هذا الروتين هو تقسيم المهام لاجزاء و تعليم الاطفال كل جزء على حدى و عدم الانتقال للجزء الذي يليه قبل التآكد من ان الطفل يستطيع القيام بالاجزاء السابقة على اكمل وجه
لقد قسمت روتين الصباح في النظافة الشخصية كالتالي (الغرض هنا ان يتعلم الطفل كيفية القيام بكل هذه الاعمال بنفسه):
١. تخلع بناتي ملابس النوم
٢. يقوما بوضع ملابس اخرى غير ملابس النوم (لازالت عملية اللبس تحت التمرين خاصة لبس الجوارب و القمصان (التيشيرت)
٣. تتبادل البنات الادوار في غسيل الوجه، و اليدين، و الاسنان في الحمام
حتى يستطيع الطفل بمهام النظافة الشخصية في الحمام دون الاعتماد على من هم اكبر منه يجب ان تتوافر لديه الادوات التي تناسب حجمه الصغير و طوله. هناك اختياران لتحقيق ذلك.
الاول: هو وضع كرسي صغير امام حوض الحمام حتى يتمكن الطفل من الصعود عليه و غسل يديه و وجهه (لكني بالتجربة وجدت ان بناتي يجدن صعوبة في الوصول للصنبور و فتح المياه و ايضا بعد انتهائهم من غسيل ايديهم تكونا قي بللن ملابسهن و الارض (
الثاني: (و هو ما قمت به الان و اجده حلا ناجحا جدا) هو توفير مائدة صغيرة تناسب طول الاطفال و نضع عليها كل ما يحتاجوه للقيام بهذه المهام
هذه هي صور الحمام الان في بيتي (مع مراعاة ان حجم الحمام لدي صغير و لكني اصررت على ان تجد بناتي مساحة لهم يشعروا فيها بالحرية و الاستقلال) و هذا ما ترونه في الصور بالتفصيل
١. صندوق بلاستيك كبير: يقوم مقام القاعدة لكل ما سيوضع فوقه و فضلت استخدامه عن مائدة خشبية لسهولة تنظيفه، و لآستخدمه كمكان لتخزين المناشف و لتحمله للمياة
٢. طبق بلاستيك عميق: يكون بمثابة الحوض. فاقوم بملئ كوب او دلو صغير بالماء و اعطيه لبنتي لتسكبه في الطبق و تغسل منه يديها
٣. كوب به فرش الاسنان
.٤. كوب للغرغرة: لكن خطوة الغرغرة بآت بفشل ذريع :) حيث ان بناتي دتئما يقوما ببلع الماء بدلا من الغرغرة به و التخلص منه :) لازلنا لا نتسخدم معجون اسنان بعد بناء على تعليمات الطبيب
٥. طبق به صابونة صلبة: و هي افضل بكثير من الصابون السائل لانها تنمي عند الاطفال القدرة على التحكم في عضلات ايديهم حتى لا تنزلق الصابونة كما انها مسلية جدا لهم بملمسها الناعم
٦. مرآة صغيرة: علقتها بمسمار مكتب على الحائط حتى نحاكي شكل الحوض الكبير
٧. منشفة صغيرة: الي جانب الحوض لتنشيف الايدي و الوجه
٨. اسفنجة صغيرة على جانب الحوض: كما ذكرت من قبل انه مهم جدا ان يتعلم الطفل تنظيف اي مكان بعد استخدامه و الاسفنجة هي اسهل طريقة لتنظيف السطح البلاستيك من قطرات المياة المتساقطة عليه
٩. فرشاة شعر: رغم ان بناتي لم يتعلما بعد تصفيف الشعر و لازلت اقوم بذلك لهم بنفسي
١٠. زجاجة عطر: اجدها مفيدة جدا ايضا لتقوية عضلات اليد لدى الطفل حيث يقوم بفتح و غلق الزجاجة بنفسه وتنمية حاسة الشم و التمييز ايضا
بعد الانتهاء من غسل استخدام "الحوض" تقوم كل طفلة بسكب الطبق البلاستيك في البانيو الذي يوجد مباشرة بجانبها و تجفيف السطح البلاستيك من قطرات الماء بالاسفنجة
افكار هذا الدرس مستوحاة من هذه المصادر
How To Raise an Amazing Child the Montessori Way
Montessori from the Start: The Child at Home, from Birth to Age Three
تابعوني ايضا على حساب الموقع على Pinterest لمزيد من الصور و الافكار
https://www.pinterest.com/0iudrrj2fhdxy4k/انشطة-الحياة-اليومية/